المؤتمر الشعبي العام الثاني عشر "أَرْحَ لَكْبِيرَ مَا أَدَشَشْ
بقلم: اندكسعد ولد هنان
أرضية تصور سياسي
يقول المثل الحساني : « اَللِّ أَحْظَرْ مَاصَابْ يَسْكَتْ » والحضور هنا لا يتوقف عند لحظة "الغياب" الآني، بل الحضور بمعناه العميق الشامل الدائم المستديم، الحضور الوجداني الوجودي الخالص الصادق، حضور القناعة والارتباط بالحق في الوجود والكرامة والعزة والتشبث الراسخ بثوابت وأحقية شعبنا في تقرير المصير وإقامة دولته وسيادة أمره وحياته بالشكل الذي يراه يصلح له، ومصلحته تكمن في أن يكون في دولته الحرة المستقلة القوية الراسخة الشامخة، شموخ تضحياتنا التي قدمنا فيها أغلى ما لدينا مقبلين غير مدبرين، بسخاء واستبسال وشجاعة ...حضور من آثر الحرص، والحريص مولع كما يقال بطرح الهواجس، حتى لا أقول بسوء الظّن، من منطلق ان القضية الوطنية ملك جماعي، الجميع مطالب بالحرص والتخوف عليها، وإلا كيف نفسر إجماع كل أطياف عدونا المغربي على البـاطـل وتآزرهم حول سياسة نظامهم التوسعية الاحتلالية العدوانية الهمجية الإجرامية الظالمة لأرضنا وإبادة شعبنا وإذلال مواطنينا والدوس على كرامتنا ونهب خيراتنا وتدنيس أرضنا.وتَفَرُقِنَا نحن وتشتت مواقفنا ومجهوداتنا حول قضيتنا العادلة أولا، والمصيرية الوجودية (وجود أو فناء) ثانيًا وثالثاً ورابعاً ...فإذا كانت القضية بالنسبة لعدونا تمليها الحاجة لدواعي الفقر وتوسيع الرقعة الجغرافية والبحث عن مصادر الرزق لخزان بشري تنهشه الفاقه للقمة العيش، ونظاما يبحث عن دور استراتيجي يتوهمه يريده حتى وإن كان لا يملك مقوماته. ولاعتبارات تكتيكية لإبعاد عن القصر عوامل تهديد وقوى تفجير داخلية عجز عن ترويضها إلا بإقحامها في متاهات خارجية لإلهائها.أما بالنسبة لنا فالموضوع يتعلق بقضية أن نكون أو لا نكون؟ وجود أو فناء، كانت ومازالت وستبقى، ولكنها في هذه المرحلة المفصلية الخطيرة تطرح نفسها بشكل أكثر دقة وخطورة وإلحاح.ومن هنا يصبح طرح أسئلة منطلقات تَفُكُ رُمُوزَ السَّهْل الوَطَنِي المُمْتَنَعْ، ضرورية من خلال منهجية أسئلة وطنية، مَفَاتِيحْ ...ما هي أهداف كفاحنا ؟ ما هو الثمن المقدم لتحقيقها ؟ ما هي مسافة القرب أو البعد من تحقيقها ؟ أهداف كفاحنا : تحرير الأرض وعودة الشعب إليها حراً مستقلاً. سيادتنا على أرضنا وأجوائنا وخيراتنا وحياتنا. إقامة نموذجنا الوطني في إدارة سيادتنا على أرضنا، وتنظيم شؤون مجتمعنا باعتبارنا شعب حرٌّ، سيّدٌ، راشِدٌ. الـثـمن المقـدم : لجوء وتشريد ومعاناة ... أرواح وإمكانات وتضحيات قدمت بسخاء قُربانا وضريبة لأهداف تستحقها. سنوات جهد وطني في الكفاح وتَجْرِبَةَ تَجْرِيبْ بناء النّموذج الوطني. وقياساً للأهداف المرسومة، وبحساب الثمن المقدم لتحقيقها، فإن الطلائع الوطنية من منظور التقييم الوطني الغيور، بعيدا عن المزايدات أو التقصير أو التذاكي، مطالبة بحساب المسافة بيننا وتحقيق أهدافنا. وحساب المسافة هنا، بقياس تقوية عناصر الصمود ( ارتباط وطني، منسوب معنوي، عوامل وعناصر الإقناع والجاذبية والتشويق والطَمْأَنَةُ في إدارة تجربة تجريب النموذج الوطني ) الذي يشكل « أَشْظَاظْ » الرحى (أي دولاب الحركة) في تقديم النموذج الوطني المشروع، لإعطاء صورة مُقْنِعَة مُسْتَقْطِبَةً ومُطَمْئِنَةً، بديل عن الاستعمار سابقا والاحتلال الحالي. والوقوف بكل مسؤولية وتجرد على الانجازات ومكامن وأسباب القصور؟ هل هي في المشروع وسقف الأهداف؟ لا أظن. أم هي في العناصر القائمة على إدارة التجربة ؟ بمعنى التقصير والقصور. وانعكاس ذلك على قربنا أو بعدنا من تحقيق الأهداف الوطنية؟ وحساب قربنا أو بعدنا من تحقيق أهداف شعبنا، قياسا إلى المجهود والتضحيات المقدمة والزَّمَنْ المستثمر، وردا على المزايدين بطول النفس والصمود والتضحية وتحويله من قيمة إلى تبرير، وسفك الماء البارد في وجه النقاش الوطني الهادف والمثمر، نقول: هل نحن أمام تحدي قدرتنا على حسن استثمار طول النفس والصمود والتضحية لدينا ؟ أم أمام امتحان طول النفس والصمود والتضحية في حد ذاته لذاته ؟؟!وبالتالي المسافة من تحقيق أهدافنا لا يحددها فقط تعداد سنوات صراعنا مع الاحتلال، لأن الصراع معه أبدي وجودي، إمَّا أن نحسمه لصالحنا بالوجود والسيادة وإقامة الدولة الوطنية الصحراوية القوية الراسخة الشامخة المطمئنة لشعبها أولاً، الفارضة لهيبتها في علاقاتها مع غيرها. وإما أن تبقى الفرصة سانحة لعدونا لمواصلة مناوراته ومغالطاته والتفنن في أصناف الإبادة والإفناء (المادي والمعنوي) والمماطلة لربح الوقت.ومن هنا يصبح من الضروري و المُلِحْ و الحَرِيُ بنا، أن نراجع بعمق خياراتنا ووسائل تحقيقها، ونعيد ترتيب أولويات أدائنا حسب تراتبية إدارة صراعنا مع العدو، وبالتالي سُلَمْ الأهداف، وتراتبية الأولويات وأدوات الفعل الوطني، والخروج النهائي من دوامة الغموض القاتل وخلط الذات الفردية والأولويات الوطنية ومعالجة داء إنفلونزا النظرة إلى القضية الوطنية بالتلازم المُخِلْ الْمُعِيبْ الْمُرْبِكْ والْمُدَمِرْ لموقع وتموقع الأفراد (أَيْنَ أَنَا فِي الْمَشْهَدْ؟؟)، المرحلة ليست حساسة فحسب بل خطيرة. إذا لم تحصل هذه المراجعة الشاملة، ويحصل الإقدام على المطلوب وطنيا، من تغيير في الرؤى والأساليب والأدوات وآليات العمل، وتراتبية الأولويات وترميم المشهد الوطني الْمُتَرَهِلْ، وشد جبهات الفعل الوطني، وتنظيم أَوْرْكِسْتَرَا تناغم الإيقاع العام، والإمساك بأطراف هذا التناغم لإحداث التكاملية المطلوبة والضرورية بين جبهات الفعل الوطني:I- سيـاسيــا:على صعيد الجبهة الداخلية (لجوء، مدن محتلة، جاليات، ريف وطني وشتات ...)، من خلال خطة عمل سياسية جديدة واعية طموحة صادقة تقف على الاسباب الحقيقية للقصور والتقصير. تضخ نفسا وطنيا جديدا ليس فقط على صعيد البرامج والأدوات، بل على صعيد الرؤى والأساليب والخطط والمسلكيات، يُلَمِعُ ويعيد وَهَجَ وصَفَاءَ وصَلاَبَةَ الارتباط الوطني، الذي لا يجرؤ ولا يتجرأ أي كان على التشكيك أو المزايدة على مضمونه ووطنيته على صعيد الإحساس العام. ولكن على صعيد القدوة المطلوبة من التنظيم كبوتقة لتنظيم الجهد الوطني وصَهره، وجعل من الممارسات والتصرفات والعلاقات والخدمات عوامل استقطاب وتكتيل وتصليب لعود الموقف الوطني والإجماع والوحدة في القناعات والممارسات والأحاسيس وتقاسم المكاسب والخدمات بعدل وإنصاف. بدل التنفير والتشكيك والتحبيط والتثبيط، وهنا مكمن التحدي الأكبر للتنظيم الوطني؟ لأن البديل الوطني جاء وقدم نفسه أصلا كمنقذ وبديل عن الاستعمار سابقا والاحتلال لاحقا. وبالتالي يصبح من البديهي أن الإنسان الصحراوي هو الهدف والوسيلة لتحقيق ذلك بــه ولــه. القواعد الشعبية في اللجوء: إعادة ضبط وتنظيم الانتشار، واستحداث آليات وإجراءات وضوابط مرنة، تأخذ بعين الاعتبار التحولات وتأثيرات العقد الأخير، تفاديا لنقائص المراحل الماضية من خلال إيجاد بدائل تنظيمية تحترم وتراعي الانفتاح المطلوب، وتضبط وضع التسيب. التنظيم العادل والشفاف للخدمات: (تموين وتغذية، استفادات، علاج ...)، ووضع مساطر سليمة ومعمول بها لعلاقة المواطن بالمؤسسات تضبط بدقة العلاقة الجدلية بين الحقوق والواجبات (مالك وما عليك)، تردع المتجاوزين وتخجل المقصرين وتقوم الاثنين، وتحارب العقليات المبتذلة التي بثت "قيم" دخيلة، جعلت من: السرقة والنهب والتحايل على الممتلكات العامة «أَتْفَكْرِيشْ » والاستقامة وصون الممتلكات غباء و«تَزْبَاكْ» و «كَلَتْ تَعْكَابْ شِي». النفاق والتزلف سبيل "للحضْوَةُ"، و الكفاءة والعطاء والانضباط مضيعة للوقت. وإحلال الانتماء القبلي والولاءات القبلية والتحالفات المصلحجية بدل الانتماء للتنظيم والدولة وعقلية التعايش الجماعي والوحدة والانصهار في فضاء المواطنة الرحب البناء الواسع الايجابي بما يعنيه ويترتب عليه من تجسيد عملي فعلي لمنطلقات وأهداف المشروع الوطني أصلا ومستقبلا من جهة، ومن أخرى ما يترتب عنه من كونه صمام أمان وضمانة قوية للحمة الوطنية في تجسيد الوحدة والإجماع لتحقيق التطلعات الوطنية في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة وصيانة مستقبلها، من كل أسباب الانزلاق والفشل التي تراد لها، من خلال محاولة جرنا إما إلهائنا في تفاهات الحياة، واشعال وبث أسباب التصارع على وهم السلطة والامتيازات، عن مستقبل السلطة والامتيازات الحقيقية في الصحراء الحرة المستقلة. أن نقتنع بعكس ما يجب أن نقتنع به، من خلال محاولة إيصال شعبنا إلى أن "يقتنع" بأنه غير قادر على أن يكون منظما كباقي الشعوب في إطار نموذج وطني يختاره لنفسه يتعاقد فيه وعليه، يبتكر آليات ومؤسسات تنظم حياته، يسلم بها، يحكم بها ويحتكم إليها من جهة، وإعطاء الانطباع عنا بأننا بدو رُحَّلْ متخلفين غير مؤهلين لقبول وتقبل التعايش في إطار دولة عصرية (أَخُوةْ أَجْمَالْهُمْ) كما يعيروننا. ج- ترميم وتلميع وإعادة المصداقية الواجب توفرها في الأطر الوطنية (الأداة، المؤسسات) من خلال تقوية عوامل ودوافع وأسباب ودواعي القدوة في السلوك والممارسات وحتى في التفكير والتنظير، وأقول التنظير وليس «أَتْنَاظِيرْ»، لأن أحد أهم وأخطر عوامل الميوعة والدوران في الحلقات المفرغة على الصعيد الفكري والسياسي هو أننا انزلقنا من التنظير الوطني المؤدي إلى التنظيم وتقوية عوامل التشبث الواعي والعطاء التراكمي المنجب، انزلقنا إلى «أَتْنَاظِيرْ» الأجوف المُمِلْ والمُنَفِرْ.د- إيجاد آلية سليمة في إطار رؤية واسعة الأفق مستشرفة للمستقبل (تحدياته ومتطلباته) للاستفادة من الطاقات المثقفة (شباب، كبار) وتنظيمها في أطر وقنوات وحقول تضمن مردودها الوطني، وانتشالها من الانتشار الفوضوي والتسيب. والنظرة إليها على أنها طاقة وطنية مهدورة (تحدي وطني كبير؟).هـ- إيجاد مركز وطني حقيقي فاعل ومُفَعَل للدراسات السياسية والتوثيق (الدراسات الاستشرافية)، يكون مؤهل بإمكاناته ووسائله ونوعية الأطر المختارة له، تناط به الدراسات (التي ليست بالضرورة ملزمة للهيئات السياسية) وتقديم الاستشارات المستنيرة المتنورة. تكون مؤسسة وطنية مستقلة، يضمن لها ما أمكن من الاكتفاء الذاتي بالقدر الذي لا يتجاوز الحدود التي تضمن أن لا تكون محط اهتمام مُتَصَيِيِدِي الامتيازات السياسية ومرضى الانتفاع المادي.الـجـالـيـــات: خطة عمل سياسية واقعية طموحة، تقوي ارتباط الجاليات وصهرهم أكثر في المشروع الوطني، بمراعاة اختلاف ساحات انتشارها، وتكييف آليات العمل والاتصال والتنظيم حسب التضاريس السياسية لموقع التواجد والانتشار من خلال سلة أهداف موحدة وآليات وأساليب وخطط تُنَفَذُ على ضوء التضاريس، بمعنى تكييف قوالب التنظيم وأساليب التأطير وبرامج وأدوات الفعل وتراتبية سقف الأهداف حسب خصوصية كل ساحة نشاط. وهنا أُلِحُ على ضرورة أن يكون النشاط على ضوء دراسة سليمة واعية واقعية من: هواء وغبار وشمس وملح كل ساحة اهتمام، بعيداً عن "الدراسات" الصالونية الوهمية المنفصلة المنفصمة عن واقع الاهتمام (دون تحديد أصلا ماذا نريد؟ وكيف نصل إليه؟) التي يفكر أصحابها أكثر في كيف سينظر إلى نتائج ما سيقدومنه والتنميقات اللغوية وموسيقية للإلقاء ورنين العبارات، بدل التركيز على واقعية ودقة وهادفية الحصيلة وانعكاسها على الاسهام في ربط ساحة الاهتمام وتأثيرها في تناغم الأداء الوطني العام. الـمـــدن الـمـحـتــلـــة : شكل النضال داخل الجزء المحتل من الشعب والوطن أحد أهم تمظهرات الصراع مع المحتل. فإذا كان اللجوء وحرب التحرير المسلحة شكلت الوجه الظاهر لهذه المواجهة الشرسة، فإن النضال في الجزء المحتل تميز بكونه مظهر المواجهة المتلاحم بين عدو مدجج وشعب أعزل إلاّ من الإيمان والإصرار والتحدي في مواجهة متلاحمة بكل تجلياتها: السجون، الاختطاف، التعذيب، الاحتقار، الإذلال، التهميش، التفقير، محاولات مسخ الهوية والتذويب مقابل رفض التذويب، الحفاظ على الهوية والتميُز والاختلاف والحد ما أمكن من الاختلاط...إلخ. تراكمات نضالية مستديمة ومستميتة أفرزت انتفاضة شعبية جماهيرية سلمية حضارية، شكلت الرد الطبيعي الواعي المدوي على كل ممارسات الترهيب والترغيب، أفشلت كل مراهنات العدو وقلبت حساباته رأسا على عقب، وأكدت للمراقبين والمراهنين والمغالطين صلابة وتجذر الموقف والمطلب الوطني وتناغم وتكامل تمظهرات الفعل ووحدة الهدف وانسجام وإصرار وتشبث جميع فئات شعبنا بالحق في الحرية والكرامة والسيادة وإقامة الدولة الوطنية الصحراوية على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.أمام هذه الظاهرة الوطنية المباركة، الطلائع الوطنية، مطالبة بـ:احتضان ودعم وإسناد ظهر الانتفاضة. كشف وفضح كل ممارسات الاحتلال الهمجية في محاربة وقمع المواطنين العزل في ظروف الحصار والتعتيم، من خلال التحركات والنشاط الإعلامي والدبلوماسي النشط في كل ساحات ومنابر ووسائط الاتصال والتواصل. إبعاد الانتفاضة وطلائعها عن أمراض بعضنا وشوفينية نظرته للقضية الوطنية وداء ربط إسهامه بانعكاس صورة ذاتيته في الصورة (وهذا أكبر تحدي يواجه التنظيم والانتفاضة؟) فبقدر تطعيمها وتحصينها من داء الشخصنة والذاتية والمهاتفات الجانبية، وإخراجها من سوق السياسيوية والتوظيف القاصر المقصر الانتهازي في بورصة التجاذبات، بقدر وصـولها لمدها ومداها، فالانتفاضة بطلائعها وجماهيرها وصيرورتها وأهدافها وإسنادها أمل وأمانة. أمل : لا يجب ولن يخفت. وأمانة : يجب أن تؤدى.وتجارب غيرنا تُعِظُنَا وتُلْهِمُنَا الصواب و لا تترك مبررا للخطأ أو التقصير. II- دبلـومـاسـيـــا : رسم سياسة خارجية طموحة واقعية تدرس بعناية تضاريس الوضع الخارجي، تحدد خطة عمل واقعية في أدواتها وأساليبها، طموحة في أهدافها وأدائها ونتائجها، متوثبة في إيقاع نشاطها، لا تكل ولا تمل، هجومية خالية من الإحساس بالخجل، نفاذة إلى المنابر الدولية، لتبليغ رسالة عدالة قضيتنا ومشروعية كفاحنا ونضالنا الوطني وإثبات حقنا، وأننا مجتمع وشعب جدير بالمناصرة والتأييد والمساندة، وأنه عامل توازن واستقرار وإنتاج وإسهام وتبادل منافع، منتج تشاركي سلمي مُسَالِمْ. بدل التقوقع والسلبية والتغاضي عن تصويرنا من طرف عدونا وكأننا مجرد "مشروع" تسول إنساني. III- إعـلامـيــــا: انتهاج سياسة إعلامية هجومية وطنية تعريفية، تضع القضية الوطنية في مقدمة الاهتمامات الدولية، توضح: من نحن ؟ ماذا نريد ؟ عدالة قضيتنا ؟ طبيعة نضالنا وكفاحنا ؟ مشروعية مطالبنا ؟ مظلوميتنا ؟ .. وتلميع صورة نضالنا وحشد أكبر تعاطف شعبي ودولي وجماهيري حول أهدافنا. تدحض أكاذيب وهمجية وعدوانية عدونا، وبطلان إدعاءاته وخطورة سياساته التوسعية على الصعيد الإقليمي والدولي. والخروج بأدائنا الإعلامي من وضعية الخمول والخفوت، ورصد الأدوات والإمكانات البشرية والمادية المؤهلة لإنجاح الصحوة والهجمة الإعلامية الوطنية المطلوبة. IV- عسـكـريـــا:مراجعة مؤسسة جيش التحرير الشعبي، وإيلائها العناية التي تستحقها وتليق بمكانتها، فالعناية به لا يجب أن تخضع للمد والجزر، فطبيعة مهمته الوطنية تجعله خطا أكثر من أحمر: ففي الحرب هو الذراع الرادع الحامي المقاتل، تراثه هو مجد أمتنا ومفخرة أجيالنا ومحقق مكاسبنا. وفي السلم هو حامي حوزتنا، وفارض هيبتنا ورادع كل من تُسَوِلُ له نفسه الغدر بنا والاعتداء على حوزتنا أو سيادتنا. في اللاسلم و اللاحرب هو حامي : « الْعَنْدهَا أَحْبَيبْ أَدِيرُ» مما يستوجب منا : تظافر كل الجهود لحمايته . تكريس مكانته من خلال توجيه كل الطاقات المادية والمعنوية والسياسية والبشرية لجاهزيته وإعادة تنظيمه. ج- تحديث مكوِناته (مؤسساته) ومدها بالعناصر البشرية الكفؤة والوسائل الحديثة لتطوير عقيدته وتنظيمه والرفع من قدرته المعرفية والقتالية، وتشجيع دوافع ودواعي الانتساب إليه.د- اتخاذ قرار سياسي جامع يخرج مؤسسة الجيش نهائيا من حقل التجاذبات السياسوية. فإخراج مؤسسة جيش التحرير الشعبي من هذه الرمال المتحركة، يحمي مؤسسة السيادة من متاهات التجاذبات ويعيد إليها مكانتها ومصداقيتها و بالتالي تفرغها لجاهزيتها وتحديثها، واستعدادها للمهام الوطنية المنوطة بها
بقلم: اندكسعد ولد هنان
أرضية تصور سياسي
يقول المثل الحساني : « اَللِّ أَحْظَرْ مَاصَابْ يَسْكَتْ » والحضور هنا لا يتوقف عند لحظة "الغياب" الآني، بل الحضور بمعناه العميق الشامل الدائم المستديم، الحضور الوجداني الوجودي الخالص الصادق، حضور القناعة والارتباط بالحق في الوجود والكرامة والعزة والتشبث الراسخ بثوابت وأحقية شعبنا في تقرير المصير وإقامة دولته وسيادة أمره وحياته بالشكل الذي يراه يصلح له، ومصلحته تكمن في أن يكون في دولته الحرة المستقلة القوية الراسخة الشامخة، شموخ تضحياتنا التي قدمنا فيها أغلى ما لدينا مقبلين غير مدبرين، بسخاء واستبسال وشجاعة ...حضور من آثر الحرص، والحريص مولع كما يقال بطرح الهواجس، حتى لا أقول بسوء الظّن، من منطلق ان القضية الوطنية ملك جماعي، الجميع مطالب بالحرص والتخوف عليها، وإلا كيف نفسر إجماع كل أطياف عدونا المغربي على البـاطـل وتآزرهم حول سياسة نظامهم التوسعية الاحتلالية العدوانية الهمجية الإجرامية الظالمة لأرضنا وإبادة شعبنا وإذلال مواطنينا والدوس على كرامتنا ونهب خيراتنا وتدنيس أرضنا.وتَفَرُقِنَا نحن وتشتت مواقفنا ومجهوداتنا حول قضيتنا العادلة أولا، والمصيرية الوجودية (وجود أو فناء) ثانيًا وثالثاً ورابعاً ...فإذا كانت القضية بالنسبة لعدونا تمليها الحاجة لدواعي الفقر وتوسيع الرقعة الجغرافية والبحث عن مصادر الرزق لخزان بشري تنهشه الفاقه للقمة العيش، ونظاما يبحث عن دور استراتيجي يتوهمه يريده حتى وإن كان لا يملك مقوماته. ولاعتبارات تكتيكية لإبعاد عن القصر عوامل تهديد وقوى تفجير داخلية عجز عن ترويضها إلا بإقحامها في متاهات خارجية لإلهائها.أما بالنسبة لنا فالموضوع يتعلق بقضية أن نكون أو لا نكون؟ وجود أو فناء، كانت ومازالت وستبقى، ولكنها في هذه المرحلة المفصلية الخطيرة تطرح نفسها بشكل أكثر دقة وخطورة وإلحاح.ومن هنا يصبح طرح أسئلة منطلقات تَفُكُ رُمُوزَ السَّهْل الوَطَنِي المُمْتَنَعْ، ضرورية من خلال منهجية أسئلة وطنية، مَفَاتِيحْ ...ما هي أهداف كفاحنا ؟ ما هو الثمن المقدم لتحقيقها ؟ ما هي مسافة القرب أو البعد من تحقيقها ؟ أهداف كفاحنا : تحرير الأرض وعودة الشعب إليها حراً مستقلاً. سيادتنا على أرضنا وأجوائنا وخيراتنا وحياتنا. إقامة نموذجنا الوطني في إدارة سيادتنا على أرضنا، وتنظيم شؤون مجتمعنا باعتبارنا شعب حرٌّ، سيّدٌ، راشِدٌ. الـثـمن المقـدم : لجوء وتشريد ومعاناة ... أرواح وإمكانات وتضحيات قدمت بسخاء قُربانا وضريبة لأهداف تستحقها. سنوات جهد وطني في الكفاح وتَجْرِبَةَ تَجْرِيبْ بناء النّموذج الوطني. وقياساً للأهداف المرسومة، وبحساب الثمن المقدم لتحقيقها، فإن الطلائع الوطنية من منظور التقييم الوطني الغيور، بعيدا عن المزايدات أو التقصير أو التذاكي، مطالبة بحساب المسافة بيننا وتحقيق أهدافنا. وحساب المسافة هنا، بقياس تقوية عناصر الصمود ( ارتباط وطني، منسوب معنوي، عوامل وعناصر الإقناع والجاذبية والتشويق والطَمْأَنَةُ في إدارة تجربة تجريب النموذج الوطني ) الذي يشكل « أَشْظَاظْ » الرحى (أي دولاب الحركة) في تقديم النموذج الوطني المشروع، لإعطاء صورة مُقْنِعَة مُسْتَقْطِبَةً ومُطَمْئِنَةً، بديل عن الاستعمار سابقا والاحتلال الحالي. والوقوف بكل مسؤولية وتجرد على الانجازات ومكامن وأسباب القصور؟ هل هي في المشروع وسقف الأهداف؟ لا أظن. أم هي في العناصر القائمة على إدارة التجربة ؟ بمعنى التقصير والقصور. وانعكاس ذلك على قربنا أو بعدنا من تحقيق الأهداف الوطنية؟ وحساب قربنا أو بعدنا من تحقيق أهداف شعبنا، قياسا إلى المجهود والتضحيات المقدمة والزَّمَنْ المستثمر، وردا على المزايدين بطول النفس والصمود والتضحية وتحويله من قيمة إلى تبرير، وسفك الماء البارد في وجه النقاش الوطني الهادف والمثمر، نقول: هل نحن أمام تحدي قدرتنا على حسن استثمار طول النفس والصمود والتضحية لدينا ؟ أم أمام امتحان طول النفس والصمود والتضحية في حد ذاته لذاته ؟؟!وبالتالي المسافة من تحقيق أهدافنا لا يحددها فقط تعداد سنوات صراعنا مع الاحتلال، لأن الصراع معه أبدي وجودي، إمَّا أن نحسمه لصالحنا بالوجود والسيادة وإقامة الدولة الوطنية الصحراوية القوية الراسخة الشامخة المطمئنة لشعبها أولاً، الفارضة لهيبتها في علاقاتها مع غيرها. وإما أن تبقى الفرصة سانحة لعدونا لمواصلة مناوراته ومغالطاته والتفنن في أصناف الإبادة والإفناء (المادي والمعنوي) والمماطلة لربح الوقت.ومن هنا يصبح من الضروري و المُلِحْ و الحَرِيُ بنا، أن نراجع بعمق خياراتنا ووسائل تحقيقها، ونعيد ترتيب أولويات أدائنا حسب تراتبية إدارة صراعنا مع العدو، وبالتالي سُلَمْ الأهداف، وتراتبية الأولويات وأدوات الفعل الوطني، والخروج النهائي من دوامة الغموض القاتل وخلط الذات الفردية والأولويات الوطنية ومعالجة داء إنفلونزا النظرة إلى القضية الوطنية بالتلازم المُخِلْ الْمُعِيبْ الْمُرْبِكْ والْمُدَمِرْ لموقع وتموقع الأفراد (أَيْنَ أَنَا فِي الْمَشْهَدْ؟؟)، المرحلة ليست حساسة فحسب بل خطيرة. إذا لم تحصل هذه المراجعة الشاملة، ويحصل الإقدام على المطلوب وطنيا، من تغيير في الرؤى والأساليب والأدوات وآليات العمل، وتراتبية الأولويات وترميم المشهد الوطني الْمُتَرَهِلْ، وشد جبهات الفعل الوطني، وتنظيم أَوْرْكِسْتَرَا تناغم الإيقاع العام، والإمساك بأطراف هذا التناغم لإحداث التكاملية المطلوبة والضرورية بين جبهات الفعل الوطني:I- سيـاسيــا:على صعيد الجبهة الداخلية (لجوء، مدن محتلة، جاليات، ريف وطني وشتات ...)، من خلال خطة عمل سياسية جديدة واعية طموحة صادقة تقف على الاسباب الحقيقية للقصور والتقصير. تضخ نفسا وطنيا جديدا ليس فقط على صعيد البرامج والأدوات، بل على صعيد الرؤى والأساليب والخطط والمسلكيات، يُلَمِعُ ويعيد وَهَجَ وصَفَاءَ وصَلاَبَةَ الارتباط الوطني، الذي لا يجرؤ ولا يتجرأ أي كان على التشكيك أو المزايدة على مضمونه ووطنيته على صعيد الإحساس العام. ولكن على صعيد القدوة المطلوبة من التنظيم كبوتقة لتنظيم الجهد الوطني وصَهره، وجعل من الممارسات والتصرفات والعلاقات والخدمات عوامل استقطاب وتكتيل وتصليب لعود الموقف الوطني والإجماع والوحدة في القناعات والممارسات والأحاسيس وتقاسم المكاسب والخدمات بعدل وإنصاف. بدل التنفير والتشكيك والتحبيط والتثبيط، وهنا مكمن التحدي الأكبر للتنظيم الوطني؟ لأن البديل الوطني جاء وقدم نفسه أصلا كمنقذ وبديل عن الاستعمار سابقا والاحتلال لاحقا. وبالتالي يصبح من البديهي أن الإنسان الصحراوي هو الهدف والوسيلة لتحقيق ذلك بــه ولــه. القواعد الشعبية في اللجوء: إعادة ضبط وتنظيم الانتشار، واستحداث آليات وإجراءات وضوابط مرنة، تأخذ بعين الاعتبار التحولات وتأثيرات العقد الأخير، تفاديا لنقائص المراحل الماضية من خلال إيجاد بدائل تنظيمية تحترم وتراعي الانفتاح المطلوب، وتضبط وضع التسيب. التنظيم العادل والشفاف للخدمات: (تموين وتغذية، استفادات، علاج ...)، ووضع مساطر سليمة ومعمول بها لعلاقة المواطن بالمؤسسات تضبط بدقة العلاقة الجدلية بين الحقوق والواجبات (مالك وما عليك)، تردع المتجاوزين وتخجل المقصرين وتقوم الاثنين، وتحارب العقليات المبتذلة التي بثت "قيم" دخيلة، جعلت من: السرقة والنهب والتحايل على الممتلكات العامة «أَتْفَكْرِيشْ » والاستقامة وصون الممتلكات غباء و«تَزْبَاكْ» و «كَلَتْ تَعْكَابْ شِي». النفاق والتزلف سبيل "للحضْوَةُ"، و الكفاءة والعطاء والانضباط مضيعة للوقت. وإحلال الانتماء القبلي والولاءات القبلية والتحالفات المصلحجية بدل الانتماء للتنظيم والدولة وعقلية التعايش الجماعي والوحدة والانصهار في فضاء المواطنة الرحب البناء الواسع الايجابي بما يعنيه ويترتب عليه من تجسيد عملي فعلي لمنطلقات وأهداف المشروع الوطني أصلا ومستقبلا من جهة، ومن أخرى ما يترتب عنه من كونه صمام أمان وضمانة قوية للحمة الوطنية في تجسيد الوحدة والإجماع لتحقيق التطلعات الوطنية في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة وصيانة مستقبلها، من كل أسباب الانزلاق والفشل التي تراد لها، من خلال محاولة جرنا إما إلهائنا في تفاهات الحياة، واشعال وبث أسباب التصارع على وهم السلطة والامتيازات، عن مستقبل السلطة والامتيازات الحقيقية في الصحراء الحرة المستقلة. أن نقتنع بعكس ما يجب أن نقتنع به، من خلال محاولة إيصال شعبنا إلى أن "يقتنع" بأنه غير قادر على أن يكون منظما كباقي الشعوب في إطار نموذج وطني يختاره لنفسه يتعاقد فيه وعليه، يبتكر آليات ومؤسسات تنظم حياته، يسلم بها، يحكم بها ويحتكم إليها من جهة، وإعطاء الانطباع عنا بأننا بدو رُحَّلْ متخلفين غير مؤهلين لقبول وتقبل التعايش في إطار دولة عصرية (أَخُوةْ أَجْمَالْهُمْ) كما يعيروننا. ج- ترميم وتلميع وإعادة المصداقية الواجب توفرها في الأطر الوطنية (الأداة، المؤسسات) من خلال تقوية عوامل ودوافع وأسباب ودواعي القدوة في السلوك والممارسات وحتى في التفكير والتنظير، وأقول التنظير وليس «أَتْنَاظِيرْ»، لأن أحد أهم وأخطر عوامل الميوعة والدوران في الحلقات المفرغة على الصعيد الفكري والسياسي هو أننا انزلقنا من التنظير الوطني المؤدي إلى التنظيم وتقوية عوامل التشبث الواعي والعطاء التراكمي المنجب، انزلقنا إلى «أَتْنَاظِيرْ» الأجوف المُمِلْ والمُنَفِرْ.د- إيجاد آلية سليمة في إطار رؤية واسعة الأفق مستشرفة للمستقبل (تحدياته ومتطلباته) للاستفادة من الطاقات المثقفة (شباب، كبار) وتنظيمها في أطر وقنوات وحقول تضمن مردودها الوطني، وانتشالها من الانتشار الفوضوي والتسيب. والنظرة إليها على أنها طاقة وطنية مهدورة (تحدي وطني كبير؟).هـ- إيجاد مركز وطني حقيقي فاعل ومُفَعَل للدراسات السياسية والتوثيق (الدراسات الاستشرافية)، يكون مؤهل بإمكاناته ووسائله ونوعية الأطر المختارة له، تناط به الدراسات (التي ليست بالضرورة ملزمة للهيئات السياسية) وتقديم الاستشارات المستنيرة المتنورة. تكون مؤسسة وطنية مستقلة، يضمن لها ما أمكن من الاكتفاء الذاتي بالقدر الذي لا يتجاوز الحدود التي تضمن أن لا تكون محط اهتمام مُتَصَيِيِدِي الامتيازات السياسية ومرضى الانتفاع المادي.الـجـالـيـــات: خطة عمل سياسية واقعية طموحة، تقوي ارتباط الجاليات وصهرهم أكثر في المشروع الوطني، بمراعاة اختلاف ساحات انتشارها، وتكييف آليات العمل والاتصال والتنظيم حسب التضاريس السياسية لموقع التواجد والانتشار من خلال سلة أهداف موحدة وآليات وأساليب وخطط تُنَفَذُ على ضوء التضاريس، بمعنى تكييف قوالب التنظيم وأساليب التأطير وبرامج وأدوات الفعل وتراتبية سقف الأهداف حسب خصوصية كل ساحة نشاط. وهنا أُلِحُ على ضرورة أن يكون النشاط على ضوء دراسة سليمة واعية واقعية من: هواء وغبار وشمس وملح كل ساحة اهتمام، بعيداً عن "الدراسات" الصالونية الوهمية المنفصلة المنفصمة عن واقع الاهتمام (دون تحديد أصلا ماذا نريد؟ وكيف نصل إليه؟) التي يفكر أصحابها أكثر في كيف سينظر إلى نتائج ما سيقدومنه والتنميقات اللغوية وموسيقية للإلقاء ورنين العبارات، بدل التركيز على واقعية ودقة وهادفية الحصيلة وانعكاسها على الاسهام في ربط ساحة الاهتمام وتأثيرها في تناغم الأداء الوطني العام. الـمـــدن الـمـحـتــلـــة : شكل النضال داخل الجزء المحتل من الشعب والوطن أحد أهم تمظهرات الصراع مع المحتل. فإذا كان اللجوء وحرب التحرير المسلحة شكلت الوجه الظاهر لهذه المواجهة الشرسة، فإن النضال في الجزء المحتل تميز بكونه مظهر المواجهة المتلاحم بين عدو مدجج وشعب أعزل إلاّ من الإيمان والإصرار والتحدي في مواجهة متلاحمة بكل تجلياتها: السجون، الاختطاف، التعذيب، الاحتقار، الإذلال، التهميش، التفقير، محاولات مسخ الهوية والتذويب مقابل رفض التذويب، الحفاظ على الهوية والتميُز والاختلاف والحد ما أمكن من الاختلاط...إلخ. تراكمات نضالية مستديمة ومستميتة أفرزت انتفاضة شعبية جماهيرية سلمية حضارية، شكلت الرد الطبيعي الواعي المدوي على كل ممارسات الترهيب والترغيب، أفشلت كل مراهنات العدو وقلبت حساباته رأسا على عقب، وأكدت للمراقبين والمراهنين والمغالطين صلابة وتجذر الموقف والمطلب الوطني وتناغم وتكامل تمظهرات الفعل ووحدة الهدف وانسجام وإصرار وتشبث جميع فئات شعبنا بالحق في الحرية والكرامة والسيادة وإقامة الدولة الوطنية الصحراوية على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.أمام هذه الظاهرة الوطنية المباركة، الطلائع الوطنية، مطالبة بـ:احتضان ودعم وإسناد ظهر الانتفاضة. كشف وفضح كل ممارسات الاحتلال الهمجية في محاربة وقمع المواطنين العزل في ظروف الحصار والتعتيم، من خلال التحركات والنشاط الإعلامي والدبلوماسي النشط في كل ساحات ومنابر ووسائط الاتصال والتواصل. إبعاد الانتفاضة وطلائعها عن أمراض بعضنا وشوفينية نظرته للقضية الوطنية وداء ربط إسهامه بانعكاس صورة ذاتيته في الصورة (وهذا أكبر تحدي يواجه التنظيم والانتفاضة؟) فبقدر تطعيمها وتحصينها من داء الشخصنة والذاتية والمهاتفات الجانبية، وإخراجها من سوق السياسيوية والتوظيف القاصر المقصر الانتهازي في بورصة التجاذبات، بقدر وصـولها لمدها ومداها، فالانتفاضة بطلائعها وجماهيرها وصيرورتها وأهدافها وإسنادها أمل وأمانة. أمل : لا يجب ولن يخفت. وأمانة : يجب أن تؤدى.وتجارب غيرنا تُعِظُنَا وتُلْهِمُنَا الصواب و لا تترك مبررا للخطأ أو التقصير. II- دبلـومـاسـيـــا : رسم سياسة خارجية طموحة واقعية تدرس بعناية تضاريس الوضع الخارجي، تحدد خطة عمل واقعية في أدواتها وأساليبها، طموحة في أهدافها وأدائها ونتائجها، متوثبة في إيقاع نشاطها، لا تكل ولا تمل، هجومية خالية من الإحساس بالخجل، نفاذة إلى المنابر الدولية، لتبليغ رسالة عدالة قضيتنا ومشروعية كفاحنا ونضالنا الوطني وإثبات حقنا، وأننا مجتمع وشعب جدير بالمناصرة والتأييد والمساندة، وأنه عامل توازن واستقرار وإنتاج وإسهام وتبادل منافع، منتج تشاركي سلمي مُسَالِمْ. بدل التقوقع والسلبية والتغاضي عن تصويرنا من طرف عدونا وكأننا مجرد "مشروع" تسول إنساني. III- إعـلامـيــــا: انتهاج سياسة إعلامية هجومية وطنية تعريفية، تضع القضية الوطنية في مقدمة الاهتمامات الدولية، توضح: من نحن ؟ ماذا نريد ؟ عدالة قضيتنا ؟ طبيعة نضالنا وكفاحنا ؟ مشروعية مطالبنا ؟ مظلوميتنا ؟ .. وتلميع صورة نضالنا وحشد أكبر تعاطف شعبي ودولي وجماهيري حول أهدافنا. تدحض أكاذيب وهمجية وعدوانية عدونا، وبطلان إدعاءاته وخطورة سياساته التوسعية على الصعيد الإقليمي والدولي. والخروج بأدائنا الإعلامي من وضعية الخمول والخفوت، ورصد الأدوات والإمكانات البشرية والمادية المؤهلة لإنجاح الصحوة والهجمة الإعلامية الوطنية المطلوبة. IV- عسـكـريـــا:مراجعة مؤسسة جيش التحرير الشعبي، وإيلائها العناية التي تستحقها وتليق بمكانتها، فالعناية به لا يجب أن تخضع للمد والجزر، فطبيعة مهمته الوطنية تجعله خطا أكثر من أحمر: ففي الحرب هو الذراع الرادع الحامي المقاتل، تراثه هو مجد أمتنا ومفخرة أجيالنا ومحقق مكاسبنا. وفي السلم هو حامي حوزتنا، وفارض هيبتنا ورادع كل من تُسَوِلُ له نفسه الغدر بنا والاعتداء على حوزتنا أو سيادتنا. في اللاسلم و اللاحرب هو حامي : « الْعَنْدهَا أَحْبَيبْ أَدِيرُ» مما يستوجب منا : تظافر كل الجهود لحمايته . تكريس مكانته من خلال توجيه كل الطاقات المادية والمعنوية والسياسية والبشرية لجاهزيته وإعادة تنظيمه. ج- تحديث مكوِناته (مؤسساته) ومدها بالعناصر البشرية الكفؤة والوسائل الحديثة لتطوير عقيدته وتنظيمه والرفع من قدرته المعرفية والقتالية، وتشجيع دوافع ودواعي الانتساب إليه.د- اتخاذ قرار سياسي جامع يخرج مؤسسة الجيش نهائيا من حقل التجاذبات السياسوية. فإخراج مؤسسة جيش التحرير الشعبي من هذه الرمال المتحركة، يحمي مؤسسة السيادة من متاهات التجاذبات ويعيد إليها مكانتها ومصداقيتها و بالتالي تفرغها لجاهزيتها وتحديثها، واستعدادها للمهام الوطنية المنوطة بها
No hay comentarios:
Publicar un comentario